خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

فيلم «السفارة فـي العمارة».. القضايا الوطنية بأسلوب كوميدي

فيلم «السفارة فـي العمارة».. القضايا الوطنية بأسلوب كوميدي

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

عمان - ناجح حسن -  ضحك غزير ومواقف مليئة بالسخرية اللاذعة، ودعابات على خلفية سياسية يمتلىء بها فيلم «السفارة في العمارة» الذي يضطلع ببطولته الفنان الكوميدي عادل امام في عودة الى ينابيعه الاولى التي ابتعد عنها ولو قليلا في افلامه الاخيرة.
فيلم «السفارة في العمارة» لمخرجه عمرو عرفة يعرض في اكثر من صالة سينما محلية انطلقت عروضه بالقاهرة قبل شهرين، وها هو يكتسح اهتمام الجمهور المحلي بمناسبة عيد الفطر، ولا زال يستحوذ على ايرادات شبابيك التذاكر في اكثر من عاصمة عربية.
يحكي الفيلم قصة مهندس مصري يعمل في دولة الامارات منذ 25 عاما ولم يسبق له ان عاد الى موطنه الاصلي، والذي ترك فيها شقته هناك وجماعة من اصدقائه يعود اليهم بعد ان تورط في علاقة عابرة مع زوجة صاحب الشركة الاجنبي ومن دون ان يدري يكتشف ان شقته صارت مجاورة الى مبنى السفارة الاسرائيلية في العمارة الكائنة فيها.
ويكتشف ايضا ان صحبة عمره وزملاءه في مصر منهم المحامي والطبيب والصحفي لا زالوا غارقين في تدخين الشيشة والمخدرات، وكونه صاحب الشقة فان تسهيلات تمنح له من قبل الاجهزة الامنية المعنية بحراسة السفير الاسرائيلي ويرفض اخلاءها كما عمل باقي سكان الشقة الاخرى بالعمارة، وذلك عندما يفزع من حجم الصد له من قبل الناس البسطاء في بلده، فعامل المطعم يرفض تزويده بالطعام، وفي الوقت ذاته هناك بائعة الهوى التي تلومه بعنف وقسوة على مجاورته للسفارة!
عدا عن اصدقائه ايضا الذين يأخذون على عاتقهم رفع دعوى قضائية ضد السفارة والمطالبة باخلائها من العمارة، هذا كله يقود بمحض الصدفة الى السير في مظاهرة ضد الممارسات الاسرائيلية والتطبيع معها يقوم بها تيار سياسي مصري وتتقدمه فتاة تعمل في سلك التدريس الجامعي (داليا البحيري) حيث يتعرف على عائلتها ويبدأ بالتوسط لها مع ضابط الأمن وينقذها بالتالي من الاعتقال.
ويتزايد حجم المغامرات التي يتعرض لها وذلك عندما يقع بين ايدي تيار ديني متطرف يرغب في تجنيده لتفجير السفارة بحزام ناسف، ويظل المهندس مترددا في ذلك كونه غير معني بالسياسة اصلا وهذا يتبدى في بداية الفيلم مع زميله المهندس الفلسطيني العامل بالامارات وعلاقته المتينة مع ابنه الفتى الذي يطمح بالانخراط في الانتفاضة عند عودته الى مدينته في الاراضي الفلسطينية واثناء مشاهدته لتفاعل احداث الانتفاضة يقع بصره على صديقه الفتى وقد صار شهيدا من هنا يكون المهندس قد حزم امره، وأخذ بالمناداة ضد الهيمنة والاحتلال في الشارع مع زميلته مدرسة الجامعة.
مثل تلك التفاصيل المجبولة بالقضايا الوطنية والفعل السياسي لم يمنع صناع الفيلم من السير فيه على نحو كوميدي ساخر، وفي علاقات عاطفية عابرة تتوارى فيها الاحداث السياسية كخلفية محركة للاحداث. والفيلم ينهج على اكثر من خط سياسي، فالعمل لا يدين الممارسات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة ووجود السفارة في مصر فحسب وانما يوزع اتهاماته واداناته الى الشارع المصري نفسه، والى القوى السياسية المحركة للاحداث المناوئة، فيصورهم الفيلم كجماعة منغلقة على ذاتها، ولا هم لها سوى تدخين الحشيش وادمان الخمرة وسلوكياتهم السيئة تجاه الاخرين وايضا قذارتهم الشخصية وانهم لا زالوا منغلقين بالشعارات الفضفاضة والتي لا مكان لها في عالم اليوم.
وتطال سخرية الفيلم من قصائد الشاعر المصري الراحل امل دنقل وعلى وجه الخصوص قصيدته الشهيرة «لا تصالح» وذلك في مقطع أثرى حين افقأ عينيك واثبت مكانهما جوهرتين ويستبدل الكلمة الاخيرة بكلمة حجرين من احجار الشيشة! وهكذا ايضا جرى مع تناوله لاغنية المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم «انا بكره اسرائيل» كما يصور الفيلم نماذج من الشرائح الاجتماعية في تعاطي مع وجود سفارة لاسرائيل في مصر ومواجهته لها وبروز تعاطف مع قضيته من رقيب السير الذي يأبى ان يخالفه في حادث عرض وقع له على الطريق وايضا ضابط الامن المكلف بوظيفة مكافحة الشغب عندما يأخذ على عاتقه بتسهيل مرور المظاهرة التي يسير في مقدمتها عقب ضربه من رجال امن اخرين.
فيلم «السفارة بالعمارة» احدث افلام عادل امام اثار حيرة وجدلا وغضبا بين النقاد المصريين والعرب، وهو رغم مباشريته في طرح قضايا الاحداث الساخنة، الا انها كانت بلا عمق او تحليل ولم يناقشها بشكل ناضج بل جاء وليد عواطف للناس العاديين والبسطاء ومحمل بسخرية لاذعة على طريقة الكاريكاتور الذي لا يلبث ان يمحى من الذاكرة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF